تعريف السلامة والصحة المهنية
السلامة والصحة المهنية هي المهمة الخاصة بحماية العاملين من أضرار ومخاطر الأعمال ومخاطر بيئات العمل المختلفة بالأضافة إلي تأمين المنشئات من المخاطر الطبيعية والمخاطر الناتجة عن الاعمال.
تاريخ السلامة والصحة المهنية
يعتقد الكثير أن السلامة والصحة المهنية بدأت بحلول الثورة الصناعية وتحول الصناعات اليدوية الي طاقة البخار و طاقة الاحتراق ولكن إن كان هذا صحيحا.
- كيف كانت سلامة العاملين قبل ذلك ؟
- كيف ظهرت حضارات القدماء المصريين وعصر بناة الأهرام ؟
- ماذا عن قوانين وتشريعات حمورابي؟
- ماذا عن حضارات الرومان واليونان ؟
السلامة والصحة المهنية عند قدماء المصريين
تشير البرديات المصرية لاهتمام قدماء المصريين بالسلامة اهتماما وثيقا بالعمل والعمال وتوضح برديات قدماء المصريين التي يرجع تاريخها إلى ما يقرب من ثلاث الاف عام قبل الميلاد أن بداية السلامة المهنية كانت مع بداية بناء الأهرام فلقد كان قدماء المصريين يهتمون بسلامة العمال ويتعاملون مع إصابات الحروق ويضمدون الجروح ويستخرجون الأجسام الغريبة منها لدرجة أن بعض البرديات المكتشفة تعامل وكأنها مراجع دراسية في علم الجراحة.
وتشير بعض البرديات القديمة إلى أن رمسيس الثالث قد كان يستأجر الأطباء للعناية والإتمام بعمال المناجم والمحاجر ولعلاج العاملين في الأعمال العامة الخاصة بالدولة القديمة مثل تشييد المباني والمعابد الضخمة و حفر الترع وتمهيد الطرق.
ولعل هذا الاهتمام بسلامة وصحة العمال الذى توضحه البرديات الفرعونية يوضح ازدهار الصناعات والفنون في مصر القديمة فالمنتجات المصرية القديمة ذات الجودة العالية التي عجز الكثير من علماء الوقت الحاضر عن تفسير بعضها توضح رسالة بأن جودة المنتج ترتبط دائماً بسلامة وصحة العاملين فيه ومن هنا كانت ما يعرف فلسفة السلامة التي أصبحت تتبناها الشركات المتميزة التي تهتم بسلامة وصحة العمال مع اهتمامها أيضا بكمية وجودة الإنتاج.
ومما يحسم جدل الكثير في سخرة عمال الحضارة الفرعونية اكتشاف مقابر عمال بناة الأهرامات في المقابر الخاصة بهم في هضبة الجيزة والذي كان نقطة تحول في تسليط الضوء على طبيعة العمل آنذاك وقدمت أدلة تنفي كل ما يشير إلى أن البناء خضع لنظام السخرة أهمها ان هذه المقابر تقع مباشرة إلى جوار المجموعة الهرمية الملكية في الجيزة وهو ما جعل بعض العلماء يؤيدون الرأي القائل بأن الملك ربما أوصى بدفن عماله إلى جانبه وفاء لهم دون تمييز طبقي.
تشريعات حمورابي في السلامة
فقد طور حمورابي حاكم بابل و البابليون القدماء قانون شمل جميع قوانين الأرض في ذلك الوقت وتكمن أهمية القانون من وجهة نظر السلامة والصحة المهنية في أنه يحتوي على فقرات تتعامل مع الإصابات والأضرار النقدية التي تم تقييمها لصالح أولئك الذين أصيبوا بجروح بسبب الآخرين ومن بين البنود التي توضح اهتمام حمورابي بالتشريعات الخاصة بالسلامة البنود التي تنص علي.
- إذا كان الرجل قد تسبب في فقدان عين رجل فستفقد عينه وهو ما يقابله قوانين التعويضات في الوقت الحالي.
- إذا تسبب رجل أثناء تأدية العمل في فقد عين عامل أو في بتر طرف العامل فعليه أن يدفع نصف ثمنه.
- إذا صدم رجل شخص في محجر وسبب له جرح فإن على الرجل الذي صدمه بأن يقسم أنه لم يكن بقصد صدمه عن عمد بل وأنه سيكون مسئولاً عنه عند الطبيب.
الثورة الصناعية في أوروبا
في منتصف القرن الثامن عشر تغيرت حياة الصناعات البدائية والحرف اليدوية الي حياة طاقة البخار أو ما يعرف بالآلة البخارية التي سمحت لبريطانيا بالتحول الرهيب التي رسخته في أوروبا ومن ثم الي العالم كله التي جرت تحديا في طرق الصناعة والتعدين والتعامل مع الآلات والمحركات البخارية مما أظهر تطور العديد من الصناعات التي كانت قبلها حرف يدوية بسيطة مثل غزل القطن وبعض المنسوجات و الذى أدي الي انتقال الفلاحون والحرفيين بكثرة الي المدن حيث الصناعة لتحقيق حياة اجتماعيه أفضل لهم فمعظمهم كانوا من الطبقات الكادحة وكان هناك الكثير من النساء والأطفال في المصانع ولكن دون خبرة.
وكانت ظروف العمل في ذلك الوقت ظروف عمل صارمة وكانت ساعات العمل طويلة رغمنا عن ذلك التعامل مع الآلات آنذاك يسبب العديد من المخاطر للعاملين و في أواخر 1900 كان معظم العمال في الولايات المتحدة يعملون لمدة 10 ساعات في اليوم و تصل الي 12 ساعة بالرغم من ذلك كانوا يكسبون أقل من الحد الأدنى الذي يعتبر ضروريًا لحياة كريمة مع ذلك فإن معظم العاملين في المنسوجات والتي كانت الصناعة الرائدة جدا من حيث التوظيف، كانوا من النساء والأطفال مما أدي الي زيادة العاملين بالمجال الصناعي فبدأت تظهر حوادث كثيرة تؤدي الي إصابة هؤلاء العمال الذين ليست لهم معرفة بالصناعة وقتها عمالة غير ماهرة وكان الكثير من العاملين.
كانت المصانع وقتها تزداد بها مختلف أنواع المخاطر وكان اذا وقعت حادثة وكان المصاب سببا فيها فان صاحب العمل لا يدفع بأية تعويضات للمصاب وحينها زادت الحوادث بشكل كبير وأصبح الكل يتحدث عنها والضرر الذي يلحق بالعاملين وزيادة أعداد المصابين حتي جرت قوانين وتشريعات تلزم أصحاب المصانع بتعويض المصابين عن الحوادث حتي وان كانوا سببا في حدوثها ما أجبر أصحاب المصانع علي تحسين ظروف العمل تقبلا بالتعويضات التي يدفعونها للمصابين مما قلل من عدد الإصابات الا ان نسبة الحوادث عادت مرة ثانية للارتفاع بسبب كثرة المواد العضوية والكيميائية التي دخلت في العمليات الصناعية والتوسع في الاعتماد على الآلة في عملية الإنتاج.
ظهور قوانين العمل في بريطانيا
أدت الحوادث الناتجة عن تدني الخبرة الخاصة بسلامة العاملين في المصانع الي بدء ظهور قوانين العمل والسلامة في بريطانيا عام 1802
و تزايد تدريجيا الاهتمام بالسلامة نتيجة الحوادث و الكوارث و نشأ مفهوم الأمن الصناعي و تطور ليصبح مفهوماً أشمل و ليس مقتصراً على الصناعة فقط بل على جميع أنشطة العمل في السلامة و الصحة المهنية.
والزم المنشئات الصناعية بالالتزام بتحقيق اعلي مستويات الأمان والسلامة للعمال ومن هنا ظهر علم السلامة والصحة المهنية ومما دعم ذلك تأسس منظمة العمل الدولية عام 1919 أو (مؤسسة العمل الدولية ):.
أهم اتفاقيات مؤسسة العمل الدولية عند النشأة
- رقم (1) عام 1919 و التي تنص على أن ساعات العمل لا يجوز أن تتجاوز 8 ساعات في اليوم و 48 ساعة في الأسبوع.
- الاتفاقية رقم (14) لعام 1921 حول العطلة الأسبوعية في القطاع الصناعي.
انضمام مصر الى مؤسسة العمل الدولية
انضمت مصر لهذه المنظمة عام 1936 وأصدرت هذه المنظمة الاتفاقية رقم 81 لعام 1947 بشأن التفتيش علي العمل وجوهر هذه الاتفاقية أن كل دولة عضو في هذه المنظمة تنشأ جهاز حكومي للتفتيش عن المنشئات لتنفيذ أحكام واشتراطات المتعلقة بظروف العمل وتمت موافقة مصر علي هذه الاتفاقية 1956 وتم انشاء جهاز السلامة المهنية في قانون العمل رقم 91 لسنة 1959 في الفصل الخامس من الباب الثالث تحت مسمي التفتيش في المناجم وتتضمن 15 مادة وتم تعديل الكثير من المواد والاشتراطات لمراعاة التطور الهائل في الصناعات حتي يتناسب مع مخاطر بيئة العمل المختلفة.
الأهداف العامة للسلامة والصحة المهنية
- حماية العنصر البشري من مخاطر بيئة العمل وحمايتهم من الإصابات الناجمة عن تلك المخاطر من خلال منع تعرضهم للحوادث والاصابات والامراض المهنية.
- الحفاظ علي مقدرات المنشأة المتمثل في المنشئات والعناصر المادية الموجودة فيها والمنتجات والمخزون وما تحتويه من أجهزه ومعدات وحماية مقدرات المنشاة من التلف والضياع نتيجة للحوادث.
- توفير وتنفيذ كافة اشتراطات الخاصة بالسلامة والصحة المهنية والتي تكفل توفير بيئات عمل آمنة تحقق الوقاية من المخاطر للعنصرين البشري والمادي.
- تستخدم السلامة والصحة المهنية بجانبها الأخلاقي لتثبيت الأمان والطمأنينة في قلوب العاملين أثناء قيامهم بأعمالهم والحد من التعرض للعوامل النفسية السيئة مثل القلق والفزع الذي ينتابهم في الحياة بحكم ظروف عملهم الشاقة.
- أهم الشروط الواجب توافرها في بيئة العمل الآمنة هي سلامة المخزون
شروط سلامة المخزون
- أماكن التخزين تحتوي علي العديد من المخزون الاستراتيجي للمنشأة من مواد خام وأجهزة أو معدات والآلات والتي تقدر بأموال طائلة لذلك كان لابد من تأمين تلك المخازن - من أخطار الحريق أو عمليات السطو والسرقة للحفاظ علي ما تحتويه من عناصر ومواد ومنتجات ومعدات وذلك للحفاظ علي مقدرات المنشأة.
- وتعتمد عملية التأمين من الحريق علي منع نشوبه والاستعداد التام لمواجهته في حال حدوثه وذلك نظرا لما تشكله الحرائق من خسائر جسيمة للمواد المخزنة القابلة للاحتراق فضلا عن إصابات خطرة للعاملين وحتى ان كانت بعض المواد غير قابلة للاحتراق فالضرر هنا يكمن في تعرضها لارتفاع درجة حرارتها وتعرضها للأدخنة نتيجة اشتعال بعض المواد القريبة منها.
,,,,حفظنا وحفظكم الله ,,,,